السباق نحو "صافي الصفر" ماذا يعني ولماذا يعتمد العالم عليه؟؟

                                           

أعلنت مجموعة من البلدان مؤخرًا عن التزامات رئيسية لخفض انبعاثات الكربون بشكل كبير، ووعدت بالوصول إلى "صافي الصفر" في السنوات القادمة. أصبح المصطلح صرخة عالمية، يُشار إليه كثيرًا كخطوة ضرورية للتغلب بنجاح على تغير المناخ، والدمار الذي يسببه، وتقود المملكة العربية

السعودية في الشرق الأوسط مبادرة "الشرق الوسط الأخضر" للتعاون الإقليمي داخل المنطقة العربية عن طريق تبادل الخبرات لإدارة الثروات الطبيعية التي تصب في هذا الهدف.

 

ما هو صافي الصفر " Net Zero" وما هي أهميته:

ببساطة، صافي الصفر يعني أننا لا نضيف انبعاثات جديدة إلى الغلاف الجوي. سوف تستمر الانبعاثات، ولكن سيتم موازنة ذلك عن طريق امتصاص كمية معادلة من الغلاف الجوي.

عمليًا، هناك اتفاقيات دوليه عالميه بشأن تغير المناخ، والتي تدعو إلى الحفاظ على درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي. ومع ذلك، إذا واصلنا ضخ الانبعاثات التي تسبب تغير المناخ، فسوف تستمر درجات الحرارة في الارتفاع إلى ما بعد 1.5، إلى مستويات تهدد حياة الناس وسبل عيشهم في كل مكان.

 

هذا هو السبب في أن عددًا متزايدًا من البلدان يتعهد بتحقيق حياد الكربون، أو انبعاثات "صفرية" في غضون العقود القليلة القادمة. إنها مهمة كبيرة تتطلب إجراءات طموحة تبدأ الآن.

الهدف هو صافي صفر بحلول عام 2050. لكن البلدان تحتاج أيضًا إلى إظهار كيف ستحقق هذا الهدف.

 

إذن كيف يمكن للعالم أن يتحرك نحو صافي الصفر؟

الخبر السار هو أن التكنولوجيا موجودة لتصل إلى صافي الصفر - وهي ميسورة التكلفة.

أحد العناصر الأساسية هو تزويد الاقتصادات بالطاقة النظيفة، واستبدال الفحم الملوث - ومحطات الطاقة التي تعمل بالغاز والنفط - بمصادر الطاقة المتجددة، مثل مزارع الرياح أو الطاقة الشمسية. هذا من شأنه أن يقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطاقة المتجددة الآن ليست فقط أنظف، ولكنها غالبًا ما تكون أرخص من الوقود الأحفوري.

 

سيؤدي التحول بالجملة إلى النقل الكهربائي، المدعوم بالطاقة المتجددة، أيضًا إلى لعب دور كبير في خفض الانبعاثات، مع ميزة إضافية تتمثل في خفض تلوث الهواء في المدن الكبرى في العالم. أصبحت السيارات الكهربائية أرخص ثمناً وأكثر كفاءة بسرعة، وقد اقترحت العديد من البلدان، بما في ذلك تلك الملتزمة بصافي الصفر، خططًا للتخلص التدريجي من بيع السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري.

 

تأتي الانبعاثات الضارة الأخرى من الزراعة (المخلفات الزراعية مستويات كبيرة من غاز الميثان وغازات الاحتباس الحراري).

 

ماذا سيحدث للانبعاثات المتبقية؟

الحد من الانبعاثات أمر بالغ الأهمية. للوصول إلى صافي الصفر، نحتاج أيضًا إلى إيجاد طرق لإزالة الكربون من الغلاف الجوي. هنا مرة أخرى، الحلول في متناول اليد. أهمها موجود في الطبيعة منذ آلاف السنين.

 

 وتشمل هذه "الحلول القائمة على الطبيعة" الغابات، مستنقعات الخث، وأشجار المانجروف، والتربة وحتى غابات الأعشاب البحرية الجوفية، والتي تتميز جميعها بكفاءة عالية في امتصاص الكربون. هذا هو السبب في بذل جهود ضخمة في جميع أنحاء العالم لإنقاذ الغابات وزراعة الأشجار وإعادة تأهيل مناطق الخث والأشجار، فضلاً عن تحسين تقنيات الزراعة.

 

من المسؤول عن الوصول إلى صافي الصفر؟

 

نحن جميعًا مسؤولون كأفراد، فيما يتعلق بتغيير عاداتنا والعيش بطريقة أكثر استدامة، والتي تلحق ضررًا أقل بالكوكب، وإجراء نوع من التغييرات في نمط الحياة التي تم تسليط الضوء عليها في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر بقيادة الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية وكذلك على المستوي العالمي في حملة Act Now التابعة للأمم المتحدة.

 

يحتاج القطاع الخاص أيضًا إلى المشاركة في هذا الإجراء، وهو يفعل ذلك من خلال الاتفاق العالمي للأمم المتحدة، الذي يساعد الشركات على التوافق مع أهداف الأمم المتحدة البيئية والمجتمعية.

من الواضح، مع ذلك، أن القوة الدافعة الرئيسية للتغيير ستتم على مستوى الحكومة الوطنية، على سبيل المثال من خلال التشريعات واللوائح للحد من الانبعاثات.

تعهد الاتحاد الأوروبي واليابان وجمهورية كوريا، إلى جانب أكثر من 110 دول أخرى، بحياد الكربون بحلول عام 2050؛ وتقول الصين إنها ستفعل ذلك قبل عام 2060.

 

تتحرك العديد من الحكومات الآن في الاتجاه الصحيح. بحلول أوائل عام 2021، ستكون البلدان التي تمثل أكثر من 65 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية وأكثر من 70 في المائة من الاقتصاد العالمي قد قطعت التزامات طموحة بحياد الكربون.

 

يمكنك تصفح الإنجازات والاهداف لجميع الدول  من هنا

المساهمات الوطنية المعتزمة والمحددة الخاصة بالمملكة العربية السعودية  من هنا

مبادرة الشرق الأوسط الأخضر من هنا

 

في النهاية هل صافي الصفر واقعي؟

نعم! خاصة إذا تبنت كل دولة ومدينة ومؤسسة مالية وشركة خططًا واقعية للانتقال إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.