مستنقعات الخث Peat bogs

ليس من السهل حب مستنقعات الخث فهي لا تعطي منظرا خلابا مثل الجبال أو المحيطات وهي ليست موطنا للحيوانات البرية الرائعة مثل السهول والغابات المطيرة ولكن

مثلما لا يمكنك أن تطلق على نفسك اسم محب للحيوانات إذا كانت المخلوقات الوحيدة التي تحبها لطيفة ومحبوبة لا يمكنك القول إنك من دعاة البيئة إذا كنت مهتما فقط بالحفاظ على المناظر الطبيعية الرائعة، لأن محب البيئة يحب كل ما ينفع البيئة كما ستعلم أيها القارئ العزيز في السطور القادمة ....

ما هي مستنقعات الخث Peat bogs وكيف تكونت

وفقًا لمؤسسة الحفاظ على الحياة البرية بالمملكة المتحدة فإن مستنقعات الخث هي "أراضٍ رطبة تتراكم فيها النباتات الميتة لتكوين طبقات كثيفة مغمورة بالمياه." وهذه الطبقات تكون سميكة جدًا بحيث لا يخترقها الأكسجين حقًا، ويتراكم النبات والطحالب بمرور الوقت لتشكيل الخث. إنها عملية بطيئة، تستغرق من 7000 إلى 10000 عام لتكوين حوالي 30 قدمًا من الخث.

أهمية الحفاظ على مستنقعات الخث Peat bogs

نتيجة لذلك، تعتبر مستنقعات الخث أماكن موحلة ورطبه إلا أنها الان أصبحت هدفا ينبغي الحفاظ عليه بصورته الطبيعية وعدم العبث به لماذا؟

 لأن أراضي الخث تخزن الكربون لعدة قرون، وهي تحتوي اليوم على حوالي 30 % من كربون التربة في العالم، وفقًا لتجربة ألاسكا أرض الخث في جامعة جيلف في أونتاريو. كما أنها تعمل كمصدر للميثان، وهو أحد غازات الدفيئة القوية.

لكن أراضي الخث تؤدي أيضًا إلى عالم جيد للنظام البيئي: فهي تقلل من مخاطر الحرائق، وتحمي التنوع البيولوجي، وتحد من تغير المناخ، وتنظم مخاطر الفيضانات، وفقًا لجامعة ليستر في إنجلترا.

جهود دولية للحفاظ على مستنقعات الخث Peat bogs

تم العثور على مستنقعات الخث في 175 دولة في جميع أنحاء العالم، حيث تعد إندونيسيا موطنًا لأكثر من أي دولة أخرى، وفقًا لجامعة ليستر. تغطي مستنقعات الخث 3 في المائة من مساحة الأرض في العالم، مع وجود أكبر تركيزات في شمال أوروبا وأمريكا الشمالية وجنوب شرق آسيا.

في أوائل عام 2017، تم العثور على أكبر مستنقع في العالم - بحجم ولاية نيويورك - في الكونغو. سلط المستنقع المكتشف حديثًا الضوء على عدد الدول التي قد لا تدرك أن لديها مستنقعات خثيه، أو قد يكون لديها أكثر مما تدركه. قدرت دراسة نُشرت في مايو 2017 أن أراضي الخث قد تغطي ثلاثة أضعاف مساحة الأرض مما كنا نعتقد.

في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2016 في المغرب، أعلن قادة العالم عن مبادرة أراضي الخث العالمية، والتي "تهدف إلى تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية وإنقاذ آلاف الأرواح من خلال حماية أراضي الخث، وهي أكبر مخزون من الكربون العضوي الأرضي في العالم".

إذا استمرت درجات الحرارة العالمية في الارتفاع، فقد يؤدي ذلك إلى ذوبان الجليد السرمدي، كما تقول الأمم المتحدة، مما يؤدي إلى تحويل أراضي الخث في القطب الشمالي من "أحواض الكربون إلى مصادر، مما يؤدي إلى كميات هائلة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري".

يقول إريك سولهايم، رئيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنه "من الأهمية بمكان ألا نصل إلى نقطة التحول التي ستشهد توقف أراضي الخث عن غرق الكربون والبدء في إطلاقه في الغلاف الجوي، مما يدمر أي أمل لدينا في التحكم في تغير المناخ".

وأعقب على اخر جملة من كلام إريك  فأقول إن المحاولات التي تقوم بها الدول للحفاظ على البيئة  لا تجعلنا متحكمين بشكل كامل فيما تأول إليه الأمور إنما مرجع ذلك إلي الله سبحانه وتعالي الخالق المدبر القابض الباسط العزيز. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير،وفي الوقت ذاته هو اللذي أمرنا سبحانه وتعالي بالأخذ بالأسباب وتقديم النصيحة والأخذ علي يد كل مخرب كما قال النبي محمد صلي الله عليه وسلم." لا ضرر ولا ضرار" وقال أيضا "إماطة الأذي عن الطريق صدقة " يؤجر عليها الانسان. 

 

تبذل جهود أخرى لدعم مستنقعات الخث في دولة إستونيا الواقعة في شمال أوروبا، والتي تزرع مستنقعات الخث في محاولة للحد من انبعاثات الكربون، وفي الولايات المتحدة، حيث يشترك مركز أبحاث في مينيسوتا مع وزارة الطاقة الأمريكية ومختبر أوك ريدج الوطني لدراسة كيفية استجابة أراضي الخث لاحترار المناخ.

خطورة مستنقعات الخث Peat bogs

يقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) إن مستنقعات الخث تتعرض لتهديد من التحويل، وهو عندما يتم تجفيف الأراضي الرطبة لجعلها أكثر ملاءمة للإنتاج الزراعي.

في بعض أنحاء العالم، يتم التنقيب عن الخث واستخدامه كوقود. ومع ذلك، يمكن أن تكون قابليتها للاحتراق خطيرة.

في عام 2015، اشتعلت حرائق الغابات المدمرة في إندونيسيا من خلال مستنقعات الخث. لو لم يتم تحويلها، لكانت المنطقة المائية قد أبطأت النار أو أوقفتها. بالإضافة إلى ذلك، اندلع حريق الغابات خلال موجة جفاف، لذلك لم تسقط الأمطار لإخماد الحرائق. بعد ذلك، أنشأت إندونيسيا وكالة لاستعادة الأراضي الخثية لعكس الضرر الذي لحق بالأراضي الرطبة.

حدث وضع مماثل في روسيا في عام 2010، عندما اشتعلت حرائق الغابات في مستنقعات الخث المستنزفة لعدة أشهر.

تُظهر كلتا الحالتين لماذا كانت مستنقعات الخث تشق طريقها إلى مناقشات الحفاظ على البيئة حول الاحتباس الحراري. إذا تمكنا من رؤية ما وراء طبقاتها من تحلل النباتات إلى قوة ما يكمن تحتها، فستستمر هذه الأراضي الرطبة القيمة في إفادة كوكبنا لسنوات قادمة.